الأحد، مارس 24، 2013

اليوم الأول ستة شهور حوار؟: تعب


محمود ياسين

لم أحب بن عمر وهو يتحدث بلكنة لورانس اليمن، ولم أحب علي البخيتي وهو يعمل غارة لأسباب غير وجيهة فيما يبدو وكأن علي يسعى في ما أظن لشجب وجود السفير الأمريكي، وقام البعض يسترضي علي ويراجعه لدرجة تقبيل رأسه ناهيك عن تحويطه ضد العناصر الأمنية التي حاولت إخراجه من القاعة
بن عمر والسفير الأمريكي ورطة لا ندري كيف نتحاور بدونها، إذ يحتاج البعض لهذه الورطة الدولية الضامنة لا سيما من يشاركون في الحوار بلا مليشيات.
كان يوماً عادياً في صنعاء، الشوارع التي لا يبدو عليها مكترثة بالحوار الوطني عدا عن تواجد نقاط التفتيش على نحو ملفت ناهيك عن لفت انتباهي من موظفي مستشفى ما ذهبت إليه لأسباب غير وجيهة فأخبرتني موظفة الاستقبال باستعلاء سياسي أن هذا يوم حوار وعطلة رسمية، وأشارت بإصبعها لرأسها بما معناه "وين عقلك"، لم أشأ أن أبادلها التحدي وأخبرها أنني كاتب ومدماك من مداميك الحوار والعطلة هذه، إذ تنبهت لكون الجميع لا يلقي بالاً لدور الصحافة في تأجيج انفعالات التغيير والوصول به للحوار هذا الذي نريد المشاركة فيه دون أن يبدو علينا ضعف المتهافت على المشاركة بمقعد في القاعة، ولا يدري ما إن كان الرجل القلق إلى جواره يعاني الباسور أم أنه حوثي يكره الجلوس قرب إصلاحي أو أنه إصلاحي يعاني البواسير ويكره الحوثي معاً.
المهم أن شغفاً حزيناً لحق بنا ونحن نصر على قدرتنا في الرقابة وتحديد المسارات، وكان اليوم من أوله يوم حوار غريب قاطعه باسندوة بسبب يرجعه من يكرهون باسندوة وأنا منهم إلى أن السبب هو تضامنه مع حميد الأحمر أو استجابة لمطلب مباشر من حميد .
كنت قد تعبت من مرور الكاميرا ذهاباً وإيابا برجل يلصم اللبان في الحوار وقلت لنفسي إن هذا لا يصلح، فبدلاً من التركيز على كلمة الرئيس رحت أتابع حركة فك يلصم.. متسائلاً بجدية رهيبة "هذا حراكي والا إصلاحي؟".

أما الرئيس اليوم فقد لعب بنواصب وكسرات، ودام الإعراب لما ارتبكت حركة لساني، يعني لو كانت أبين مولعة بفتح كل حرف يصادفها كنا سنتفهم هذا الولع الأبيني ونعيده ربما لمنابع مياه أبين أو طيبة القلب "يوحي فتح الحروف بدأب طيبة القلب" لكن الرئيس كسر همزة "الأمام" وقدمها لنا "الإمام"، وأنا متأكد أنها لو كانت مكسورة لفتحها، المهم هكذا زنط أبيني.
اهتمت اليمن لاحقاً بحدث البخيتي ورد الرئيس الغاضب وكنت قد علقت بطريقة دفعتني للارتباك إذ اعتبرت صرامة الرئيس في غير مكانها، منوهاً إلى أنه كان عليه إظهار هذه الصرامة مع علي محسن وليس مع علي البخيتي "أيش دخل علي محسن ؟"مما دفعني لاحقاً للتوجس بشأن القدر الذي أتمتع به من الكياسة الضرورية في التعليق على الأحداث .
وكنت قد اعتبرت مغادرة الأحمر والشايف القاعة مؤامرة حاشدية بكيلية ضد الرئيس الذي كان يلقي كلمته وتبين لي أنهما غادرا لاستقبال الزياني وبأمر من الرئيس أو مباركة منه للقيام بما عليهما تجاه رجل نعزه كلنا بطريقة أو بأخرى وبدون اعتمادات. ولقد أعلنا هذه المعزة جماعياً ونحن نهز رؤوسنا للزياني، وللتسوية من الأصل باعتبارها من أفضت بنا للحوار وكأن الشهداء يناقضون الحوار كمبدأ، لذلك لا تستغرب من وجل الجميع تجاه ذكراهم لدرجة التواطؤ على النسيان أو الدعممة حتى ذكر بتشديد الكاف، حتى ذكر مقدم المنصة أو مذيعها المتحاورين بالشهداء، فقرأوا الفاتحة بتوتر من يقرأ الفاتحة على جثة زوج أمه.
أتابع جذل بن عمر وهو يتحدث وأقول عيب أسميه أم الحريوة، هذا لورانسنا المدهش، وخطر لي ما قاله أحد الفكهين من أن الحوثيين المشاركين قد يطالبون بتغيير اسمه إلى "جمال بن علي" فأخبرت هذا الفكه أن الحوثيين بصدد فرصة تاريخية ليقنعونا باستعداداتهم السياسية لترك السلاح في جروف صعدة حتى يصدأ وقد وجدوا مؤتمراً لتسمية أنفسهم "جماعة سياسية" وليس إعادة تسمية مندوب أممي فرح.
صحيح أن الأهم هنا هو تحقيق تقدم في معضلة الجنوب وكان الرئيس موفقاً في تأكيد هذا الأمر، مع ما يتمتع به حضور محمد علي أحمد من قدرة على بعث التفاؤل في مزاج أناس كثيرين بمعزل عن تصنيفات الزمرة والطغمة، هذا جنوبي كبير جاء يحاوركم وقد تتمكنون من لفت أذن الجنوب لبعض ما تقولون وما تقدمون من خلال أذن محمد علي أحمد
اسمه موش مشجع على التكرار وكأنني اقرأ اسم رعوي في أمر إحضار بجيب عسكري يعرق.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق