الاثنين، أبريل 01، 2013

اعتداء غبي


محمود ياسين

ينطوي الخلط بين قضايا القرار وقضايا الحوار على خدعة سياسية لم يبتكرها عقل شرير، ولكن ابتكرها الارتجال واللامسؤولية.

ثمة قضايا تحتاج لقرار أو حزمة قرارات أولا، كالقضية الجنوبية، لكن تم وضع هذه القضايا كما هي، وتمييعها أو تمييع الممكن فيها بالحوار.

أنا أتفق كلية مع مطالبة قائمة الـ360 من أعضاء الحوار الذين وقعوا على وثيقة تطالب أو تشترط تطبيق النقاط الـ20 كأساس للبناء عليه، ومن ثم مناقشة بقية التفاصيل العالقة في ما قد تبقى ضمن عملية حوار المؤتمر.

من شأن البناء على النقاط الـ20 إنجاز ما هو في المتناول، ويحتاج لقرار أولا، وإعطاء صورة واضحة لما هو عليه الحال اليمني، ناهيك عن خلق روح فاعلة لديها رؤية جماعية لما يحتاج بالتالي لحوار بعد.

عندما تحول كل ما يمكن اتخاذ قرار بشأنه معتمدا صلاحياتك كرئيس أو كحكومة، عندما تحيلها للحوار فأنت بذلك ترمي بمسؤوليتك أولا على عاتق جهة قد تخلص في الأخير، وهو المؤكد، قد تخلص لإعادتها إليك كما هي، لتقرر بشأنها في حال كان المؤتمر هذا يملك القدرة الكافية على الوصول بالرئيس وحكومته، وبعد 6 أشهر، إلى نقطة البدء.

لكن المعضلة تكمن في تمييع هذه القضايا التي تحتاج لقرار في حوار هو أصلا معني بما هو عالق، وقضايا لا يمكن لأحد اتخاذ قرار بشأنها.

ناهيك عن أن النقاط الـ20 قد حظيت منذ إعلانها بقبول أغلب الأصوات والقوى الوطنية، وإن تحفظ البعض على بعض التفاصيل.

اتضح لي فجر البارحة الذي أمضى أنني لا زلت فتياً، إذ قاومت المعتدين قبل أن يصل أكثر من شخص لمنعهم من استكمال عملية اعتداء غبية.

غادرت البيت بحثا عن صيدلية أجلب منها بندول، وكانت السجائر قد نفدت أيضا.

في الجهة المقابلة أعلى قليلا من "سوبر ماركت صنعاء مول" في شارع متفرع من مازدا، كان شخصان بانتظاري لا أدري من أين هبطا، كانا ملثمين، وأحدهما نحيف يرتدي مقطب كاكي، والآخر يرتدي جاكت ميري وثوباً، وبيد كل منهما هراوة سوداء.

أدركت فورا وهما يهرولان نحوي، وتلقيت الضربة الأولى من النحيف بهراوته على رأسي، منصرفا للآخر أمسكت هراوته وقاتلته بضراوة.

حدث الأمر بسرعة، ولم يتفوها بكلمة. أنا صرخت فيهما: "يا عيال الكلب"، وربما سمع بعض من كانوا ربما في طريقهم لصلاة الفجر، وتدخلوا بقوة، فانسحبت وقد تعرفت لملامح صاحب الجاكت الميري، إذ إنني أعرف الوجه الذي ضربته تاركا ظهري للآخر يحاول بهراوته.

لا أدري لماذا لم أشعر بالقهر، ربما لأنني قاومت بشدة، أو لأنهما لم يستكملا ما انتظراني لأجل القيام به.

أرجوكم لا تشعروا بالرثاء لأجلي، أنا جيد الآن، وكنت جيدا أثناء الاعتداء.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق