الخميس، يوليو 11، 2013

لا تدعوا ابن الشيخ ينتصر عليكم مجدداً


محمود ياسين

من طفولته وابن الباشا ينتصر، كل الأطفال من العدين كانوا مهزومين لأسباب يجهلونها، وها هو ينتصر عليهم هذه المرة بقرار جمهوري.

لقد تناولت بعض قوى المناطق المتاخمة للعدين، وسمع الفتيان أن أبناء مشائخ كانوا ينتصرون في الطفولة في حبيش وبعدان، لكن فتيان هذه المناطق أصبحوا على صداقة ما وعلاقة ندية نفسية مع من كانوا متنمري طفولتهم، بينما تحول جبران إلى نمر يمط زمن العدين المغلوب إلى ما لا نهاية، ربما تخطر لي الآن دماثة أخيه الأكبر نبيل، ومحاولته الصادقة للإفلات من الإرث الملعون، لكن جبران هو الحالة الخاطئة في لحظة اكتمال مستهزئ بكل أبناء إب، وليس فقط أبناء العدين، من تعرض لإهانة قرار جمهوري بمكافأة الفتى المدلل؛ الفتى الذي لم يكلف نفسه يوماً عناء إظهار احترام، ولو في حدوده الدنيا، لمزاج إب الذي يحاول الإفلات من لزوجة المشيخ، وتمتع أبناء المشائخ بالسيارات الجيب والمرافقين، وحظوة المحافظ وقراراته.

نحن في إب بلا يسار حامل لتحول اجتماعي ضداً على ميراث الاستئثار والنزق والاستعلاء الغبي.

ولذلك لا يجابه المحافظون كابحاً من أي نوع في استخدام أدوات الإهانة التاريخية لإب، وتكريسها عبر تملق نزق سلاح ورثة طغيان الماضي. الماضي الذي علق بروح إب، متمسكاً بها، يمتصها مثل لعنة لزجة لا تزال تنبض بالحياة.

الماضي في إب مثل ذيل (لزقة- عنزقة- أي اسم)، لذلك الكائن المقرف الذي يبقى ذيله المقطوع يتحرك بعد أن مات الكائن ضرباً بالشنابل. ذيل الكائن الاجتماعي اللزج المقرف لا يزال يتحرك في إب، مستهزئاً بالشهادات الجامعية والمواقع الحزبية، ومستهزئاً بالكتب وبالشنابل أيضاً (التشيبه هنا للماضي والأسلوب، ولا أشبه شخصاً). هو سيكون وكيلاً ضمن 20 وكيلاً، والقرار لا يمنح جبران منصباً تنفيذياً خطيراً، ولكنه قرار تثبيت لعنة، وله دلالة مكافأة الخاطئ على كل الذي ارتكبه في إب، ضمن سياق النزق المسلح والمهتك والاستعلاء الفج. والأهم من ذلك أن القرار يؤكد حميمية واستمرارية تلك العلاقة بين المحافظ وبين ورثة المشيخ والديولة أمام عيون فتيان إب الذين حاولوا تطوير أنفسهم، وتحسين شروط تواجدهم ضمن أساليب الإعلاء من قيمة الكفاح والتقدم الشخصي بالموهبة والجهد، لكن حياة إب مصممة على إهانة الفتيان بالإبقاء على منظومة القاضي والشيخ وابن الشيخ، يحضرون في إب، ويقتسمون مسراتها ونفوذها باسم السلطة المحلية، أو حتى الحزبية، وأخيراً القرار الجمهوري.

لا أريد الخوض هنا في ضغائن. لا ضغينة مجانية، اللهم إلا مطلب إظهار الاحترام لجيل من المثقفين في إب، ولفتية ساحة خليج الحرية، فهؤلاء هم محاولة قلب إب الأخيرة للخفقان وتأكيد استمرارية الحياة.

أكاد أتيقن من براجماتية الحجري، فهو لم يتلقّ لفت انتباه إبياً صارماً، ولا يجد نفسه مضطراً -والحال هذه- لمجاراة الروح التي نقول إنها ثورية أو جديدة. الناس قابلون بالقاضي كما هو، أو دون أن يعترض طريقه ابن الموظف أو ابن المزارع أو ابن المغترب، لذلك لا يرى غير ابن الشيخ.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق